بإسمك اللهم :
إن انشطار الإسلاميين بين معارض للنظام جملة وتفصيلا ،وبين مساند له مع بعض التحفظات : له من المحاسن ما له من المساوئ :
ــــ فالجماعات المعارضة المنادية بقومة عارمة ضد كل العلمانية لها منطقها الذي وإن كان غير منصف في إطلاقه.. ويميل للنهي عن المنكر أكثر من أمره بالمعروف بالتي هي أحسن .. فإن ثورية أتباعه أربكت العديد من الأنظمة العربية وجعلتها تفتح كل أبواب الديمقراطية أمام الحركات الإسلامية « المعتدلة » وهذا مكسب لم يكن ليتحقق لولا النغمة الثورية للمعارضة الإسلامية خصوصا ضد كل ما هو مستورد ويناقض البديل الإسلامي ..أما سلبياتها فعديدة منها الثقافة المتموقفة بشعارات لاتنصف حسنات الأنظمة وتنادي بانقلاب شامل على كل النظم العلمانية رافضة لها دون قيد أو شرط....
ـــ أما الحركات المساندة مع بعض التحفظات فقد حققت العديد من الحسنات منها :
· الإعتدال في التربية
· الرؤى الواعية بالواقع والإحتكاك سياسيا بالمجتمع كله
· إنصاف حسنات العلمانية
· الوعي التاريخي والحضاري لحركيتها
· تحقيقها للعديد من المكاسب الخيرية والإجتماعية والثقافية
· كفاءتها في منافسة الأحزاب العلمانية رغم جنينيتها
· تربيتها الحضارية للمنتمين لها
· إختراقها للفكر العلماني بكل مؤسساته
لكن يلزمها الحذر الكبير حتى لاتسقط في حبال السياسات الرسمية وتتحول إلى جماعات عميلة ضدالحركات المنادية بالقومة ، ولهذا فإنها تعد لبنة مهمة في تلاحم جسم الحركات الإسلامية أولا ثم تهييء البديل الواقعي والحضاري لأزمتنا النظامية الحالية إسلاميا .
فقد تشعبت إذن الإجتهادات حول :
ـ الدعوة للشريعة الإسلامية بأسلوب ساخن
ـ وحول الدعوة لتحقيق ظروفها بأسلوب هادئ
فكان هناك تيار انقلابي كما كان هناك تيار إصلاحي يؤمن أكثر بالتدرج..ولكلا التيارين حججهما ومنطقهما
والإختلاف هنا لايمس المبادئ بقدر ما هو اختلاف في أساليب التحرك ونوعية الحركات :